كيف خدع المستخدمون Google… أو لعلها من خدعتهم؟

أسرار الانتشار الفيروسي لأداة Google Veo 3 ودهاء التسويق الذكي

في الأيام الأخيرة، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة غير مسبوقة من الفيديوهات السينمائية المبهرة التي تُظهر قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. مصدر هذه الفيديوهات هو أداة Google Veo 3، النموذج الثوري الذي طوّرته Google لتحويل النصوص إلى فيديوهات عالية الجودة.

لكن المفاجأة لم تكن فقط في قوة الأداة… بل في طريقة انتشارها!
فهل خدع المستخدمون Google؟ أم أن Google هي من خطّطت لكل شيء بذكاء؟


ما هي Google Veo 3؟

تُعد Google Veo 3 واحدة من أقوى أدوات تحويل النصوص إلى فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. تتيح الأداة للمستخدمين إنتاج فيديوهات بجودة سينمائية عبر أوامر بسيطة باللغة الإنجليزية، دون الحاجة لأي خبرة في المونتاج أو الجرافيك.

ومع إصدار النسخة الجديدة، طرحت Google اشتراكًا مجانيًا لاستخدام Veo 3، لكن بشرط واحد:

أن يكون المستخدم طالبًا مقيمًا في الولايات المتحدة.


ماذا حدث بعد ذلك؟

كالعادة، لم يقف المستخدم العربي مكتوف الأيدي أمام هذا القيد!
بل شهدنا خلال أيام قليلة ظهور مئات الفيديوهات المبهرة التي تُظهر استخدام Google Veo 3 من قبل شباب من مصر، الجزائر، المغرب، والسعودية.

كيف حدث ذلك؟

احصل على Gemini Advanced مجانًا لمدة سنة لصنع مشاهد ناطقة بالذكاء الاصطناعي – الطريقة الكاملة
  1. استخدم الكثيرون شبكات VPN لتغيير موقعهم الجغرافي إلى أمريكا.
  2. أنشأوا حسابات Gmail جديدة تحمل صفات “طالب جامعي”.
  3. سجلوا في Veo 3، وبدأوا باستخدام الأداة وإنتاج محتوى مذهل.
  4. تم نشر الفيديوهات على TikTok وInstagram وYouTube Reels.

هل كانت Google غافلة؟

الإجابة ببساطة: لا!
بل يبدو أن Google كانت على علم مسبق بسلوك المستخدمين المتوقع، واعتمدت على استراتيجية تسويقية عبقرية لتحقيق الانتشار الفيروسي.


ما هي الاستراتيجية؟

تعتمد Google على مزيج من مفهومين تسويقيين قويين:

✅ Product-Led Growth

تعني أن المنتج نفسه هو وسيلة النمو. Google لم تنفق على إعلانات، بل جعلت الأداة تتحدث عن نفسها.

✅ Engineered Virality

أي أن الشركة تصمم شروطًا ظاهرية توحي بالندرة والتميّز، مما يدفع المستخدمين للتباهي باستخدام المنتج.


كيف تعمل هذه الخدعة الذكية؟


الدرس التسويقي الأهم:

أحيانًا، لا تحتاج الشركة لإقناعك بالمنتج… فقط تحتاج أن تُشعِرك بأنك تغلبت على نظامها!

هذا الشعور بالسبق والتفوّق يدفع الناس تلقائيًا للمشاركة والترويج.
وهنا تكمن عبقرية Google… فهل كانت مخدوعة؟ أم كانت هي من خدعتنا جميعًا بخطط مدروسة بعناية؟


الخلاصة

Exit mobile version