تقنية

إيلون ماسك يزرع شريحة المستقبل

تعتبر شركة نيورالينك، التي تأسست على يد إيلون ماسك، واحدة من الشركات الرائدة في مجال تطوير التقنيات العصبية. وفي إطار مساعيها الهادفة إلى توسيع حدود العلم والتكنولوجيا، أعلنت الشركة عن طلبها للمتطوعين لزراعة شريحتها الجديدة في أدمغتهم. ومع أن هذا الطلب قد يبدو غريبًا ومثيرًا للجدل، إلا أنه يمثل خطوة هامة في تطور التكنولوجيا العصبية.

تضع الشركة بعض المواصفات المطلوبة للمتطوعين، حيث يجب أن يكون عمرهم أكثر من 22 سنة وأن يعانوا من شلل رباعي أو تصلب جانبي ضموري. وتستمر مدة التجربة لمدة 6 إلى 7 سنوات، حيث يخضع المتطوعون لتسع جلسات مع الباحثين على مدار السنة ونصف الأولى. ثم، يتدربون على استخدام الشريحة المزروعة في أدمغتهم على مدار 20 جلسة خلال خمس سنوات.

تهدف هذه التجربة إلى اختبار شريحة النوع N1 وروبوت الزرع R1 الخاصين بالشركة، بالإضافة إلى تطبيق عرض الاتصال بين المخ والكمبيوتر. فعن طريق قراءة الإشارات الكهربائية في الدماغ، تقوم الشريحة بترجمة هذه الإشارات إلى أوامر يمكن فهمها من قبل الكمبيوتر. وبالتالي، يصبح من الممكن كتابة الكلام على الكمبيوتر فقط بالتفكير في الكلمات والحروف المراد إدخالها.

على الرغم من أن هذه التقنية قد تبدو مذهلة، إلا أن شركة نيورالينك تأخرت بشكل كبير في هذا السوق المبتكر. فقد قامت شركة سينكرون (Synchron) بالفعل بتجربة زراعة شريحتها سينترويد منذ عام تقريبًا، وحققت نتائج واعدة لدرجة أن إيلون ماسك نفسه حاول الاستثمار فيها.

من وجهة نظري الشخصية، أعتقد أن الشرائح الدماغية تمثل المستقبل بعد الذكاء الاصطناعي والنظارات الذكية. إن إمكانية التواصل المباشر بين العالمخ والكمبيوتر من خلال هذه التقنية تعد اختراقًا هائلاً في مجال الاتصال والتفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، ومن المحتمل أن تستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام الواسع.

تواجه التقنيات العصبية تحديات كبيرة، بما في ذلك المخاوف الأخلاقية والأمنية والتقنية. يثير زرع الشرائح في الدماغ مخاوف بشأن الخصوصية والتحكم والسلامة. لذا، يجب أن يتم ضمان وجود إجراءات صارمة للسلامة والحماية والموافقة الأخلاقية قبل تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع.

علاوة على ذلك، يجب أن نتذكر أن التقنيات الجديدة تتطلب وقتًا للتطوير والاختبار قبل أن تصبح متاحة للجمهور. قد تمر عقود قبل أن نرى استخدامات عملية واسعة النطاق للشرائح الدماغية. إن التقدم في هذا المجال يتطلب الأبحاث المستمرة والتجارب السريرية والتنمية التكنولوجية.

باختصار، شركة نيورالينك وتجربتها في زراعة الشرائح الدماغية تعتبر خطوة هامة في تطور التكنولوجيا العصبية. توفر هذه التقنية إمكانية التواصل مع الكمبيوتر عن طريق الأفكار، وتفتح آفاقًا جديدة للتفاعل بين البشر والتكنولوجيا. ومع ذلك، يجب أن نكون واقعيين في توقعاتنا وأن ندرك أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات والعقبات التي يجب تجاوزها قبل أن تصبح هذه التقنية جاهزة للاستخدام الواسع في المجتمع.

Medhat Kouta

مدحت ماجد كوته صاحب موقع وقناة CamKou واللي بقدم فيها محتوى منوع تقني ومراجعات وحلول لبعض المشاكل التقنية بالإضافة إلى لقائات وفلوجات وكواليس اعلانات مع بعض دروس وشروحات تخص مجال الميديا والمهتمين بيها وحجات تانيه كتير

اترك رد

يجب عليك تعطيل مانع الاعلانات AdBlock حتى يمكنك مشاهدة المقال

يرجى إغلاق مانع الإعلانات ثم أعد تحميل الصفحة