تقنية

صعوبات تحقيق الأرباح من المحتوى القصير: الأسباب والتحديات

يبدو أننا نحن حاليًا على أعتاب نهاية موجة المحتوى القصير، بعد أن أدركت كبرى الشركات العملاقة مثل فيسبوك وإنستجرام أن هذا النوع من المحتوى ليس مربحًا بالنسبة لهم بل يؤثر على أرباحهم بشكل سلبي. ففي إعلان مفاجئ، أعلن العم مارك زوكربيرج عن وقف برنامج تمويل صناع الريلز على فيسبوك وإنستجرام، وأكد مديرو إنستجرام أنهم قد اتخذوا خطأ في تحويل إنستجرام لتطبيق فيديو تمامًا، وأنهم سيعودون للتركيز على الصور.

والسبب الرئيسي وراء صعوبة تحقيق الأرباح من المحتوى القصير هو أن الناس يقضون وقتًا أكثر في مشاهدة الريلز وفي الفيد العادي لفيسبوك وإنستجرام، والتي تحقق أرباحًا أكبر للشركات الإعلانية. وبالتالي، ينخفض عدد المتصفحين للفيد العادي، ويتبعه انخفاض في عدد الأشخاص الذين يرون الإعلانات، مما يؤدي إلى انخفاض في الأرباح.

ومثل فيسبوك وإنستجرام، فإن يوتيوب أيضًا يعاني من نفس المشكلة في تحقيق الأرباح من المحتوى القصير، وهذا يعني أنه ربما سنشهد تراجعًا في شعبية هذا النوع من المحتوى في المستقبل.

علاوة على ذلك، تواجه تطبيقات المحتوى القصير مثل تيك توك مشاكلًا سياسية ومخاوف من بعض الدول الغربية، وهذا يعني أنها قد تواجه صعوبات في النمو في المستقبل.

أسباب صعوبة تحقيق الأرباح من المحتوى القصير:

  1. عدم توفر مساحة كافية لعرض الإعلانات: في المحتوى القصير، تكون المساحة المخصصة للإعلانات محدودة جدًا، مما يقلل من فرص عرض الإعلانات وبالتالي تقليل أرباح الشركات الإعلانية.
  2. عدم وجود محتوى ثابت ومتجدد: يعتمد المحتوى القصير على الابتكار والإبداع المستمر، وهذا يعني أن الشركات الإعلانية ستحتاج إلى الاستثمار في البحث والتطوير المستمر لإنشاء محتوى جديد ومتجدد، وهو ما يزيد من تكاليف الإعلانات.
  3. قلة الاهتمام بالجودة: يميل المحتوى القصير إلى التركيز على الكمية على حساب الجودة، وهذا يؤدي إلى تقليل فرص الشركات الإعلانية في إيصال رسالتها بشكل فعال.
  4. تفاعل قليل مع الإعلانات: يعتبر المحتوى القصير عادةً ممتعًا ومسليًا، ولكنه ينطوي على تفاعل محدود مع الإعلانات، مما يقلل من فعالية الإعلانات ويجعلها أقل جاذبية للشركات الإعلانية.
  5. المنافسة الشديدة: يتزايد عدد التطبيقات والمنصات التي تقدم المحتوى القصير، مما يزيد من المنافسة على الجمهور ويقلل من فرص الشركات الإعلانية في الوصول إلى الجمهور المستهدف.

بالتالي، يمكن القول إن المحتوى القصير يعد من الأساليب الإعلانية الأقل فعالية في الوقت الحالي، ولذلك يتجه الكثير من كبرى الشركات الإعلانية للاهتمام بأساليب إعلانية أخرى تتيح لهم تحقيق أرباح أكبر.

بشكل عام، يمكن القول إن المحتوى القصير لم يعد النوع الأكثر فعالية في تحقيق الأرباح، والشركات الإعلانية بدأت تنتقل إلى أنواع أخرى من المحتوى الذي يحقق أرباح أكبر، مثل المحتوى المكتوب والصور والفيديوهات الطويلة. وبالتالي، فإن من المحتمل أن نشهد تراجعًا في شعبية المحتوى القصير في المستقبل، وتحول الشركات إلى أنواع أخرى من المحتوى الذي يحقق أرباح أكبر.

Medhat Kouta

مدحت ماجد كوته صاحب موقع وقناة CamKou واللي بقدم فيها محتوى منوع تقني ومراجعات وحلول لبعض المشاكل التقنية بالإضافة إلى لقائات وفلوجات وكواليس اعلانات مع بعض دروس وشروحات تخص مجال الميديا والمهتمين بيها وحجات تانيه كتير

اترك رد

يجب عليك تعطيل مانع الاعلانات AdBlock حتى يمكنك مشاهدة المقال

يرجى إغلاق مانع الإعلانات ثم أعد تحميل الصفحة