في الآونة الأخيرة، انتشرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من برامج ذكاء اصطناعي تدّعي قدرتها على “نزع الملابس” من الصور. هذه المنشورات غالبًا ما تُرفق برابط “سحري” يدّعي إمكانية إرسال صورتك الأصلية والصورة المعدّلة إليه ليقوم هو بـ”حذفها من الإنترنت”.
فهل هذا ممكن؟ وهل هذه المواقع حقيقية؟ أم مجرد فقاعة من التضليل والخداع؟

في هذا المقال، سنكشف الحقيقة الكاملة وراء هذه المنشورات، ونفهم كيف تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة في توليد الصور، ولماذا مفهوم “الصورة الأصلية” لم يعد موجودًا كما نعرفه.
هل توجد حقًا برامج ذكاء اصطناعي تزيل الملابس من الصور؟

للأسف، نعم. هناك أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها إنشاء صور مزيفة تظهر أشخاصًا في أوضاع غير لائقة. ومع ذلك، فإن هذه الأدوات ليست سحرية، وليست أكثر تطورًا من أدوات تعديل الصور التقليدية مثل “الفوتوشوب”.
الأمر الأكثر خطورة من الأدوات نفسها، هو التصور الخاطئ المنتشر حولها، خصوصًا من خلال منشورات هدفها الأساسي جذب الانتباه والترويج لمواقع مشبوهة تدّعي أنها تحذف هذه الصور.
الحقيقة: الصورة التي تراها “مزيفة تمامًا” وليست مأخوذة من صورة أصلية

الذكاء الاصطناعي اليوم لا يحتاج إلى “قص صورة” أو “دمج صور” كما كان يحدث في الماضي.
ببساطة، إذا تم تدريب نموذج AI على شكل شخص معيّن، يمكنه توليد عدد لا نهائي من الصور لهذا الشخص في أوضاع، وزوايا، وإضاءات، وملابس مختلفة… بل وحتى في أماكن لم يزرها من قبل.
الصورة الناتجة ليست نسخة معدلة من صورة موجودة، بل صورة جديدة بالكامل لم يتم التقاطها أصلًا.
فحتى لو ظللت تبحث سنة كاملة عن “الصورة الأصلية” التي تم منها توليد هذه الصورة، فلن تجدها. لماذا؟ لأنها لم تكن موجودة من الأساس!
هل هناك مواقع تحذف هذه الصور من الإنترنت؟
الحقيقة المحزنة: لا.
لا يوجد موقع يمكنه حذف صورة انتشرت على الإنترنت بالكامل.
ما يُروّج عن مواقع تتلقى صورتك الأصلية وتقوم بـ”مسح النسخ المعدلة من الإنترنت” هو مجرد خيال لا أكثر، وربما يكون فخًا للحصول على صورك لأغراض مشبوهة.
إذًا، ما الحل؟
الحل ليس تقنيًا، بل قانوني وأخلاقي.
إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ضار لإنشاء صور مسيئة لأي شخص، فإن القانون يجرّم ذلك في معظم الدول، ويعتبره تشهيرًا واعتداءً على الخصوصية.
يمكنك تقديم بلاغ رسمي، وتتبّع الجهة التي قامت بإنشاء ونشر الصورة، خصوصًا إذا تم استخدامها بقصد الإيذاء أو التشهير.
الخلاصة
- لا تصدّق المنشورات التي تدّعي حذف الصور من الإنترنت.
- لا ترسل صورك الشخصية لأي موقع غير موثوق.
- لا يوجد شيء اسمه “الصورة الأصلية” في عالم الذكاء الاصطناعي المتطور.
- الحل في مواجهة هذه الظاهرة هو نشر الوعي واستخدام القانون لحماية الحقوق.