تمتاز عدسات النظارات “بلو لايت” بشعبية متزايدة في الوقت الحالي، حيث يعتقد الكثيرون أنها تقلل من إجهاد العين الناتج عن استخدام شاشات الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية. ومع زيادة الطلب عليها، ظهرت دراسة علمية حديثة نشرتها CNN تكشف بعض الحقائق المثيرة حول فعالية تلك العدسات وما إذا كانت تستحق تكاليفها الإضافية.
تعتمد الدراسة على تجارب سريرية عشوائية أجريت في 6 بلدان مختلفة لعدة أشهر، وقد أظهرت النتائج أن إضافة طبقة الضوء الأزرق أو “البلو لايت” إلى النظارات لا تقلل بشكل فعال من إجهاد العين الناتج عن استخدام الشاشات الإلكترونية. ولا توجد أدلة قوية تثبت أنها تحمي شبكية العين أو تساهم في تحسين نوعية النوم ليلاً.
على الرغم من أن الإعلانات التجارية تشجع على استخدام عدسات النظارات “بلو لايت” للحفاظ على صحة العين، إلا أن الدراسة تنصح بتوخي الحذر وعدم الاعتماد بشكل كامل على تلك العدسات. قد يكون السعر المرتفع لهذه العدسات هو دافع قوي للبعض لشرائها، ولكن ينبغي أن يتم التفكير بعناية في الاستثمار المالي وفقًا للنتائج العلمية المتاحة.
من الضروري أن يكون لدينا رؤية واضحة وعقلانية عن استخدام التكنولوجيا ومنتجاتها في حياتنا اليومية. ينبغي علينا الاعتماد على المعلومات العلمية الموثوقة والدراسات القائمة على أدلة قوية قبل اتخاذ قراراتنا الشخصية. قد تكون هناك طرق أخرى للتخفيف من إجهاد العين والحفاظ على صحتها، ومن المفيد استشارة أخصائي العيون للحصول على نصائح ملائمة ومناسبة لاحتياجاتنا الشخصية.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن العناية بصحة العين تشمل أيضًا العوامل الأخرى مثل الاستراحة الكافية، والحفاظ على مسافة آمنةمن الشاشات، وتوفير الإضاءة المناسبة، والحفاظ على نظافة العين، والحماية من الأشعة فوق البنفسجية. فلنكن حذرين وواعين في اتخاذ قراراتنا المتعلقة بالعناية بصحة أعيننا ونعتمد على المعلومات العلمية الموثوقة لضمان اتخاذ القرارات الأمثل.
