الدكتور جيفري هينتون هو عالم الحوسبة الشهير والذي يعتبر بمثابة “الأب الروحي للذكاء الإصطناعي”. وقد عمل الدكتور هينتون في شركة Google لسنوات عديدة، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها Google في مجالات مثل الترجمة الآلية والتعرف على الصوت والصورة.
ومع ذلك، فقد أعلن الدكتور هينتون استقالته من Google في أوائل عام 2021، وذلك بسبب قلقه الشديد بشأن استخدام التكنولوجيا بطرق غير أخلاقية وغير مسؤولة. وفي مقابلة مع The New York Times، صرح الدكتور هينتون قائلاً: “أشعر بالندم على كل ما حققته، وأشعر بالقلق الشديد بشأن عدم قدرتنا على منع استخدام التكنولوجيا بشكل سيء”.
ويعتبر هذا القلق من الأمور الرئيسية التي تشغل بال العديد من علماء الحوسبة والذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي قوة فعالة في العديد من المجالات، ويمكن استخدامه للقيام بمهام مثل التعرف على الصور والنصوص، وترجمة اللغات، وتوليد المحتوى الإعلامي، والتحكم في الروبوتات والمركبات الذاتية القيادة، وغير ذلك الكثير.
ومع ذلك، فإن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن استخدامه بطرق غير أخلاقية ومسؤولة، مثل استخدامه في مجالات الإنتاج العسكري، أو في مراقبة المواطنين، أو في انتهاك الخصوصية الشخصية. ولذلك، فإن العديد من العلماء يعملون حالياً على تطوير معايير وأدوات تساعد على منع استخدام التكنولوجيا بشكل سيء، وتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر التي يمكن أن تترتب على استخدامها.
ويبدو أن قلق الدكتور هينتون يأتي من تغير سياسة Google في الفترة الأخيرة، وذلك بعد رؤيتها لتهديدات OpenAI لها. وتعتبر شركة OpenAI من أبرز الشركات التي تعمل على تطوير التكنولوجيا الذكية، وتحظى بدعم كبير من قبل عدد من الشخصيات الهامة في عالم التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك مؤسس شركات Tesla وSpaceX.
وبناءً على ذلك، فإن استقالة الدكتور هينتون تعد إشارة إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الذكية، وأن على العلماء والمهندسين والمختصين في هذا المجال أن يعملوا بجد لضمان استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي، وتحقيق الفوائد الحقيقية لهذه التقنية دون التسبب في أي ضرر للبشرية.
