أثارت تغريدات إيلون ماسك الأخيرة حول تطبيق واتساب وشركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك) جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مجتمع الأعمال. ويبدو أن ماسك قد عاد إلى هوايته المفضلة المتمثلة في اللعب بأسهم الشركات عبر تغريدات عشوائية، وهذه المرة جاءت شركة ميتا لتكون ضحية تصريحات أغنى رجل في العالم.
وكان الأمر بدأ بتغريدة من أحد مهندسي تويتر يشكو فيها من وصول تطبيق واتساب إلى صلاحيات المايك حتى أثناء نومه. وقام مالك شركة تويتر بنشر التغريدة مع إضافة 5 كلمات: «واتساب لا يمكن الوثوق به». وفي التعليقات، أوضح ماسك أن مؤسسي واتساب تركوا فيسبوك “في حالة من الاشمئزاز”، وبدأوا حملة #deletefacebook، وساهموا في إنشاء تطبيق Signal للمحادثات الآمنة.
وتأتي هذه التصريحات من إيلون ماسك في سياق الجدل الدائر حول سياسة الخصوصية لتطبيق واتساب، والتي قامت الشركة بتغييرها في عام 2021 مما أثار مخاوف المستخدمين من جمع بياناتهم ومحادثاتهم واستخدامها في الإعلانات المستهدفة. وقد أشار ماسك في تغريداته إلى أن تطبيق Signal هو بديل آمن لواتساب، وهو ما جعل التطبيق يحصد 90 ألف تحميل في غضون يوم واحد فقط.
ظهرت تقارير تفيد بأن واتساب صرحت بأن المشكلة ليست في التطبيق نفسه، وإنما في نظام الأندرويد، حيث تسببت واجهة لوحة الخصوصية في نظام الأندرويد بتسجيل معلومات خاطئة عن استخدام الميكروفون، وهذا ما سمح للتطبيق بالوصول إلى الميكروفون أثناء النوم.
وقد طلبت واتساب من شركة جوجل التحقيق في المشكلة وإصلاحها، وأكدت جوجل أنها تعمل على حل المشكلة في نظام الأندرويد وإصلاح واجهة لوحة الخصوصية لتسجيل المعلومات بشكل صحيح. وستوفر جوجل تحديثات لنظام الأندرويد لجميع الأجهزة المتأثرة بهذه المشكلة.
وبالرغم من أن واتساب أكدت أنها لا تتلقى أي معلومات عن استخدام الميكروفون من جانب التطبيق، إلا أن هذا الحادثة تذكرنا بأهمية الحفاظ على الخصوصية والأمان في التطبيقات الرقمية، ويجب على المستخدمين الانتباه للأذونات التي يمنحونها للتطبيقات ومتابعة أخبار الأمان والخصوصية للتطبيقات التي يستخدمونها بشكل دوري.
وبالنظر إلى أن ماسك هو واحد من أغنى الرجال في العالم، فإن تغريداته يمكن أن تؤثر على سهم أي شركة، بما في ذلك شركة ميتا. ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه التغريدات لا تمثل بالضرورة رأيًا رسميًا من شركة تيسلا التي يمتلكها إيلون ماسك، ولكنها تعبر عن وجهة نظره الشخصية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤثر هذا الهجوم الواضح من إيلون ماسك على سياسة الخصوصية لشركة ميتا وتطبيق واتساب، وربما يدفع بالمستخدمين إلى البحث عن بدائل آمنة وموثوقة مثل Signal. على الرغم من أنه من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى تأثير كبير على قيمة سهم ميتا في المدى القريب، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن مثل هذه التغريدات يمكن أن تؤثر على سهم أي شركة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي النهاية، يجب على المستخدمين أن يتحلى بالحذر والحكمة في اختيار التطبيقات التي يستخدمونها، وأن يبحثوا عن بدائل آمنة وموثوقة في حالة عدم الراحة بسياسة الخصوصية لأي تطبيق. ويجب أن يتذكر الجميع أن التكنولوجيا لها جوانب إيجابية وسلبية، وأن يتعلموا كيفية استخدامها بطريقة آمنة ومسؤولة.
